هذا الخط لا يُكتب بالقلم، بل يُرسم رسماً. نشأ في البيئات المعمارية الإسلامية حيث كانت الحاجة لإدخال النصوص ضمن أنظمة إنشائية مثل الجدران، القباب، والزخارف المصنوعة من القرميد والبلاط. ولذلك ارتبط الخط الكوفي المربع بالمكان، بالحجر، بالبناء. لم يكن مجرد وسيلة للكتابة، بل جزءًا من الهيكل المعماري نفسه.

ورغم بساطته الظاهرة، إلا أن الكوفي المربع يتطلب وعيًا بصريًا عاليًا. الفراغات تُحسب، والوحدات تتكرر، والنص يجب أن يكون مقروءًا دون أن يختل نظام الشبكة. ولهذا السبب، نجد الكثير من المصممين يبدؤون به لكنهم يتوقفون عند أول عائق هندسي أو بصري. فالمسألة ليست مجرد نقل حرف، بل إدراك للعلاقة بين الحرف والمربع، بين الشكل والمعنى.

في هذه الكراسة، لا يقدم نهاد تيسير دروسًا بالمعنى التقليدي، إنما يشارك مجموعة مختارة من أشكال الحروف الأساسية في الخط الكوفي المربع. ستحصل على الحرف في شكله النقي، ثم بعض تنويعاته الممكنة، ثم أمثلة مركبة من كلمات وجُمل حقيقية. لم يضع نهاد تدريبات منظمة بقدر ما حاول بناء مكتبة مرئية بسيطة يمكنك الرجوع إليها أو استخدامها كنقطة انطلاق لتصميماتك.